تايلانديا ترحل أقليات "همونغ" إلى "لاوس"

عمدت تايلاند إلى ترحيل أزيد من 4000 مواطن ينتمون إلى عرق "همونغ" إلى لاوس رغم احتجاج منظمة الأمم المتحدة.

قام الجيش التايلاندي أمس الأحد (27 دجنبر 2009) بالبدء في عملية ترحيل أزيد من 4000 مواطن "همونغ" إلى الجارة "لاوس" بالرغم من رفض الأمم المتحدة، التي تعتبر هذا الإجراء تعسفيا لأنه سيعرض حياة هؤلاء المواطنين إلى الخطر في بلد اشتراكي مثل "لاوس"، خصوصا وأن هؤلاء يطاردون بسبب مساعدتهم للولايات المتحدة في حربها بالفييتنام.

وقد أعلنت جريدة "أ ب س" (ABC) الإسبانية بأن تايلانديا جندت 5000 رجل أمن مجردين من السلاح لكن يحملون أدوات لمكافحة الشغب، وهدفهم تفكيك شبكات اللاجئين الهمونغ بمقاطعة "فيتشابون" على بعد 280 كلم شمال البلاد، والمتاخمة ل"لاوس"، مع العلم أن التايلاند لا تعتبر هذه الإثنية المتواجدة على أراضيها كلاجئين، ولكن كمهاجرين لأسباب اقتصادية.

وقد أعلنت القناة البريطانية "ب ب س" (BBC) بأن منظمة الأمم المتحدة طلبت من "بانكوك" وقف هذا الترحيل، في حين صرح الوزير الأول التايلاندي "أبهيسيت بيخاخيبا" (Abhisit Vejjajiva) بأنه لا يمكن وقف عملية الترحيل هاته، رافضا بذلك طلب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين (ACNUR)، الذي ذكر بأن القانون الدولي يفرض عليه تأمين العودة الطوعية للاجئين أو الأشخاص في حاجة إلى حماية.

للإشارة، فأقليات "الهمونغ" التي ينتشر ممثلوها بمناطق مختلفة من جبال "لاوس"، وجنوب الصين، وبيرمانيا (ميانمار)، والتايلاند، قد حاربوا بجانب الولايات المتحدة حتى سنة 1975 عندما انتهت الحرب ب"لاوس" لصالح الاشتراكيين. وقد قامت منظمة "هيومان رايت واتش" (Human Rights Watch) بفضح تعسف السلطات بت"لاوس" إزاء إثنية "هومنغ"، انتقاما منهم لمساعدتهم للعدو، حيث قامت بالإحتزاج التعسفي والتعذيب والاغتصاب والتقتيل خارج نطاق القضاء.

وقد وافقت كل من التايلاند و"لاوس" الصيف الماضي 2008 على ترحيل 8000 "همونغ" إلى بلدهم، نصفهم سيطردون من مخيمات الاجئين التايلاندية قبل نهاية 2009، وقد اقترحت (ACNUR) بلدا ثالثا لاحترام العدالة الدولية، لكن "بانكوك" تؤكد على أن أغلبهم مهجرون اقتصاديون ولا أحد منهم طلب اللجوء السياسي.